الخرطوم:عبدالوهاب جمعه
مع بدء حصاد “السمسم ” بمناطق الزراعة المطرية بالسودان فان تحرك أول دفعة من صادر السمسم الأحمر إلى جمهورية مصر العربية عبر محطة جمارك كريمة يعد بمثابة فرصة نجاة للمزارعين بالسودان وبذلك تساهم الصادرات الزراعية في تقليص عجز الميزان التجاري مع مصر..
“أول الغيث …سمسم “
وأول دفعة صادر بعد بدء الحصاد يتكون من (6) شاحنات بحمولة 210 طن من السمسم متجهة لدولة مصر.
ويعاني المزارعون في السودان من توقف الحكومة السودانية من شراء محاصيل القطن والسمسم والذرة والقمح، وفي أحيان كثيرة لا تلتزم بالسعر التأشيري الذي تحدده وزارة المالية السودانية.
وخرج آلاف المزارعون في الموسم الماضي من زراعة القطن في العالم الحالي بعد هبوط اسعار القطن بالسودان لما دون التكلفة.
لكن مزارعي هذا الموسم يبدون أفضل ممن زرع القطن الماضي.
ومع اغلاق الموانئ والاضطرابات على الطرق القومية المؤدية لموانئ السودان فان مزيد من المزارعين والمصدرين يجدون في مصر ملاذ آمن لتصريف محاصيلهم التي ضعفت اسعارها بالبلاد وسط ارتفاع تكلفة الانتاج.
” المكسب ..الصادرات الزراعية”
يظهر تقرير بنك السودان المركزي للتسعة أشهر الماضية أن ميزان التجاري للسودان عزز مكاسبه وقلص الفجوة بزيادة الصادرات السودانية لمصر وذلك بقوة الصادرات الزراعية.
وقلص السودان عجزه مع مصر بصادرات بقيمة (405) مليون دولار مقابل واردات مصرية بقيمة 542 مليون دولار.
ومعظم صادرات السودان لمصر كانت من المحاصيل الزراعية حيث ساهم القطن والسمسم والماشية الحية واللحوم وحب البطيخ في اغلب تلك الصادرات.
ويتوقع ان يشهد الربع الاخير من العام الحالي تحسن الميزان التجاري مع مصر وربما يحقق السودان تعادل في الميزان التجاري مع مصر.
بينما معظم واردات السودان من مصر تتشكل من مدخلات الانتاج والكيماويات والالات والمصنوعات وهو ما يعزز من انتاجية الزراعة والصناعة بالسودان.
“نافذة أمل”
ومصر ليست مجرد نافذة أمل تشرع في وجه مزارعون وجدوا أنفسهم في مواجهة معضلة تكاليف الانتاج الباهظة و هبوط الاسعار وإنما تشكل مصر اكثر من 90% من مجمل صادرات السودان لدول شرق ووسط افريقيا” الكوميسا.
وحسب تقرير رسمي مصري فان السودان تستحوذ على 19,4% من قيمة واردات مصر من دول الاتحاد الأفريقي.وسيطرت 5 دول على 69% من واردات مصر من دول الاتحاد الأفريقي وعلى رأسها السودان.
وحسب التقرير فان قيمة التجارة بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال 2021 لتسجل 7,481 مليار دولار في مقابل 5,415 مليار دولار خلال 2020، بنمو 38,2%.
وتظهر الأرقام الأخيرة في 2021 وفي الـ(9) أشهر الماضية مدى أهمية التجارة بين السودان ومصر، بينما يظهر تقلص عجز الميزان التجاري السوداني مع مصر أهمية مصر في تعزيز الصادرات السودانية ومدى إنقاذها مزارعي السودان في أوقات عصيبة يمر بها الاقتصاد السوداني جراء الازمة الاقتصادية المستفحلة