في تتبع ظاهرة النز … محاضرة علمية:” تصرفات البشر أيقظت مارد الجيولوجيا الغضوب، ومفتاح الحل إعلاء التنسيق”
تقرير:عبدالوهاب جمعه
أظهرت محاضرة علمية أن ظاهرة النز التي طفحت للسطح في السودان خلال السنوات الماضية كان السبب وراءها يتمثل في ” الجيولوجيا والبشر”، وأظهرت المحاضرة العلمية أن التكوين الجيولوجي موجود منذ الازل ولم تحدث الظاهرة وإنما “تحركت ” الجيولوجيا بعد تدخل الانسان بانشطته العمرانية، وتسبب تحرك الجيولوجية بمشكلة النز التي أرقت الناس.
ضرورة انشاء “الخريطة الجيولوجية الغرضية” قبل تنفيذ أي مشروع عمراني.وذلك لفهم جيولوجيا المنطقة المراد تنفيذ المشروع بها ومعرفة تكوين المنطقة الجيولوجي ومدى ملائمة النشاط فوق سطح الأرض مع ما ” يعتمر ” جوف الأرض من تكوين جيولوجي
*تناسق ما بين داخل وفوق الأرض
وأجمعت الآراء العلمية التي طرحت في المحاضرة العملية ان الحل هو “التنسيق ” بين جميع الجهات بالبلاد ، ورأت ضرورة انشاء “الخريطة الجيولوجية الغرضية” قبل تنفيذ أي مشروع عمراني.وذلك لفهم جيولوجيا المنطقة المراد تنفيذ المشروع بها ومعرفة تكوين المنطقة الجيولوجي ومدى ملائمة النشاط فوق سطح الأرض مع ما ” يعتمر ” جوف الأرض من تكوين جيولوجي.
قال وكيل وزارة المعادن محمد سعيد زين العابدين ان ظاهرة النز مشكلة كبيرة وتتطلب مناقشة أراء كثيرة ودعا اساتذة الجامعات إلى دراستها
وقال مدير الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية ان محاضرة بروفسور الشيخ كانت مميزة واضافت الكثير لفهم ظاهرة النز
وقال ان السلوك البشري هو السبب الاول والأساسي للظاهرة من فتح قنوات الري والصرف الصحي غير المستدام والخزانات.
الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية كانت دوما موجودة لحظة الحدث حيث ترسل فرقها الفنية لدراسة الأمر ثم ترسل نتائج أعمالها لشركاء المصلحة بالبلاد …الكرة الان في ملعب” الآخرين من الجهات العمرانية والمهندسين المدنيين … ضروري تكامل الادوار لإيجاد حلول وكيفية بناء صرف صحي”
بروفيسور الشيخ محمد عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية
*النز:خطر بيئي وعمراني
قدم المحاضرة العلمية بروفيسور الشيخ محمد عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية
وقال أن ظاهرة النز كانت محصورة في امدرمان بولاية الخرطوم بالبوستة وشارع الزعيم الأزهري والملازمين
وقال ان ظاهرة النز أصبحت تشكل خطر بيئي وهاجس على سلامة المنازل والمباني بمدن ونوري وكريمة وعطبرة والخرطوم.
وقال الشيخ ومخضرم جيولوجي خرج أجيال من الجيولوجيين انتشر صيتهم في الآفاق ان ظاهرة النز تتركز في مناطق بها سدود وقنوات ري وصرف صحي وانابيب توصيل المياه العذبة
*في البدء..كانت السبخة
وقال ان ظاهرة النز تظهر في شكل سبخات “مستنقعات” ووصف السبخات بانها تكوين جيولوجي ناتج من تركز الملح “كلوريد الصوديوم” بالتبخر في التربة السطحية.
ويرى الشيخ وهو جيولوجي من اكثر الجيولوجيين طوافا في السودان وخارج البلاد انه في بعض المناطق المتاثرة بالسبخات فان كلوريد الصوديوم يعمل امتصاص الرطوبة من الجو ويضيف : ” ربما في بعض الحالات خصوصا حول قنوات الري لم يكن هناك نز وانما املاح التي ظهرت على السطح امتصت الرطوبة من الجو”.
ويرى ايضا ان عدم نفاذية المياه في صخور الاساس كانت العامل وراء ذلك.
وتطرق بروفسور الجيولوجيا الشيخ إلى الأثر البيئي للنز وقال ان اول اثر للنز هو تكون السبخات حول بحيرة سد مروي واكد ان اساسات سد مروي ليس بها أي اختلال وقال ان السبخات حول بحيرة السد لها اثر ايجابي بتشكيل غطاء نباتي وتكوين ينابيع مياه بيد ان بروفسور الشيخ يشير إلى جانب سلبي للسبخات بتدمير الاثار التاريخية بالمنطقة.
*عطبرة، مدينة الحديد تئن من النز
وتطرق بروفسور الشيخ إلى وضع مدينة عطبرة وقال ان مدينة عطبرة تقع من ناحية جيولوجية في صخور الأساس ويشير إلى ان صخور الاساس ليست بها نفاذية
ويشير إلى تغير كبير حدث في عطبرة من بينها قنوات الري التي شقت حول المدينة وتغير نمط السكان العمراني من عمارات ضخمة وفنادق تطلب انشاء صرف صحي بنسق “السابتك تانك”
وقال انه لابد من انشاء “خرائط غرضية” لمدينة عطبرة حيث انها مدينة مهمة وذلك لمعرفة ما الذي حدث ويحدث في المدينة جراء ظاهرة النز.
وقال ان الاثر البيئي لعطبرة لايزال في مرحلة السبخات والمستنقعات فقط
*”الأبحاث الجيولوجية:الصديق وقت الضيق”
وقال مختص الجيولوجيا والذي يمشي على الأرض ناظرا لتشكيلاتها من جبال وسهول بينما نظره داخل الأرض منقبا عن تكوينها المتراكم عبر الحقب التاريخية أن الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية كانت دوما موجودة لحظة الحدث حيث ترسل فرقها الفنية لدراسة الأمر ثم ترسل نتائج أعمالها لشركاء المصلحة بالبلاد وقال ان الكرة الان في ملعب الآخرين مشيرا الجهات العمرانية والمهندسين المدنيين واضاف:” ضروري تكامل الادوار لإيجاد حلول وكيفية بناء صرف صحي”.
وتطرق بروفسور الشيخ إلى ظاهرة النز بولاية الخرطوم وقال أن ظاهرة النز بالخرطوم بدأت في نهاية القرن الماضي مشير إلى شارع الزعيم الازهري وكشف ان السبب وراء ذلك وجود انهار قديمة تحت المنطقة ويشير إلى تغيير النيل لمساراته عبر التاريخ ووصفه بانه تحرك طبيعي
وقال ان نظام الصرف الصحي لامدرمان المعتمد على السابتك تانك وفق تكوين الخرطوم الجيولوجي يتسبب في ظاهرة النز
*التنسيق مفتاح الحلول الوحيد
وخلص بروفسور الشيخ في محاضرته إلى أن اتساع ظاهرة النز من الخرطوم إلى الشمالية ونهر النيل، مشيرا إلى الأثر السلبي للنز على الزراعة في بعض المناطق والاثر السالب الكبير على المباني والمنازل
ويرى ان العوامل الجيولوجية والنهضة العمرانية الحديثة سبب أساسي وراء ظاهرة النز وأضاف:”نحتاج إلى خارطة طريق”.
واقترح بروفسور الشيخ بعض الحلول بتنسيق التخطيط العمراني مع جهات الاختصاص بإنشاء “الخريطة الغرضية” وانشاء نظام صرف صحي مستدام بدلا عن السابتك تانك واجراء دراسات “جيو تقنية ” و “جيوفيزيائية”.
*من تحتنا انهار
وقال جيولوجي عثمان بوزارة الري ان النز مشكلة كبيرة وقال إن أول ظاهرة للنز كانت في البرقيق مشيرا إلى اجراء دراسة ميدانية توصلت إلى السبب الأساسي في ظاهرة النز بالبرقيق بسبب تغيير نظام الري من نظام “ري فيضي مكمل بمروي ” إلى “ري مروي دائم”
وقال انه لحل مشكلة النز في المستقبل لابد من التنسيق المسبق واضاف:” لا يجب انشاء مخطط سكني دون ان يمر عبر الجيولوجيين”.
وقال الجيولوجي عوض باب الله ان سبب النز الاساسي هو مجاري الانهر القديمة وقال ان الطبيعة تعالج نفسها بنفسها
وقال ان هناك دراسة علمية عالمية أجريت عبر السودان ومصر واثيوبيا ويوغندا وجدت أن تلك الأنهر القديمة تزيد من أوقات فيضان النيل
وقال ان حوض الخرطوم الرسوبي هو أكثر الاحواض الرسوبية ثباتا في السودان ويضيف:” حوض الخرطوم اقدم من حوضي المجلد ملوط والبحر الاحمر ” مشيرا إلى انه وعد بالهيدروكروبونات
*في عناية أمنا الأرض
ربما تجمعت عوامل جيولوجية وبشرية في ظهور النز ، وربما ساهم البشر باستعالجهم العمران لظروف تخصهم لكن يجب على الدولة بمختلف اذرعها ان تعمل من اليوم بقرارات ومعالجات مستقبلية توقف ظهور ظواهر أخرى لا نعلمها لكن الجيولوجيا ذات نفسها اكبر معلم لنا وهي تعلمنا وتوقفنا في لحظة عندما نتجاوز حدود التكوين الجيولوجي للارض وهي أمنا العظيمة.