بقلم : بروفسور مصطفى نوارى
قبل أسابيع انتهى مؤتمر البيئة العالمي بمدينة جلاسقو البريطانية و فيه تعهدت كثير من الدول بتخفيض استعمال الفحم الحجرى و غاز الميثان و الحفاظ على الأشجار و الغابات. بنهاية عام ٢٠٣٠.
لكن صمتت الدول ، للأسف ، عن تخفيض استخراج البترول و استعماله. و كان الأجدى ان تكون هناك تعهدات بتقليل استعماله و استخراجه و ان تشجع الدول المنتجة للبترول، خاصة بالجزيرة العربية، باستعمال الطاقة الشمسية لتوليد غاز الهيدروجين عن طريق تحليل الماء (electrolysis) و ان تصدر غاز الهايدروجين للدول الصناعية و بقية أنحاء العالم.
السودان كدولة ذات مساحات شاسعة و صحراء ممتدة شرقاً و غرباً و أشعة شمسية ساطعة طوال العام، يمكن أن تكون من الدول الكبرى المنتجة لغاز الهايدروجين ، عن طريقة الطاقة الشمسية مباشرة.
ميزة إنتاج غاز الهايدروجين ان البنيات الأساسية لنقل الغاز الان موجودة فى كل أنحاء العام. فكل البواخر التى الان تنقل الغاز الطبيعى و خطوط نقل LPG و NLG متوفرة.
كذلك تقنية الماكينات التى تعمل بالهايدروجين موجودة و جاهزة. مولدات الكهرباء الكبرى، ماكينات البواخر و ماكينات الشاحنات و القطارات الان موجودة و جربت بنجاح كبير.
الهايدروجين هو المستقبل الرخيص، الآمن الأخضر لتدوير الآليات و صديق للبيئة. حيث ينتج من احتراقه ماء ، يلطف و ينقى الهواء .
و ان سكت العالم عنه لأسباب استراتيجية، الا ان الطريق أمام السودان واضح و بين لتحقيق ثروة تفوق الثروات البترولية. و لن يتحقق ذلك الا فى وجود قيادة سياسية قوية مستقرة و متوحدة .
والله ولى التوفيق.
مصطفى نوارى